الثلاثاء، مارس 16، 2010

صيدليات الموت‏

الصحة نعمة من الله والمرض إبتلاء منه ليطهر العبد من ذنوبه لكن عندما يمرض الإنسان ولايجد الدواء قد يتحول المرض من إبتلاء إلي بلاء وكارثة،
وممايجفف ألم المريض وجود طبيب متمرس يثق به ودواء شافي وهو أمر يمنح المريض الأمل في الشفاء، عندما يمرض أحد فإنه لايفكر في التكاليف ولاكيف سيشفي فهو يسافر لآخر العالم ويستعمل أي دواء بغض النظر عن آثاره الجانبية ومايسببه له المهم أن يشفي، وهذه الحالة النفسية من الضعف والإحتياج عند المريض وذويه يستغلها بعض المجرمين ويعتبرونها سوق مربحة وطريقة للثراء السريع بعيدا عن طائلة القانون في بلدنا عن طريق فتح صيدليات تبيع دواء مزيف بأسماء رنانة تعد بالشفاء وبالبرء وبالعافية .....إلخ لتجتذب المريض ويشتري دواء مزيف يقتله ببطئ وأحيانا في الحال أو يضاعف حالته المرضية
كما أنه يخسره ماله الذي جمعه من كده وعرقة أوجمعته له قبيلته أو معارفة فيذهب كل هذا لجيب أحد ملاك هذه الصيدليات المتاجرة بأرواح الناس دون أي عقاب بل تتكاثر هذه الصيدليات بشكل عشوائي دون أي رقابة أو أي رفض من المجتمع لهاؤلاء بل إعتبارهم تجار أو حتي (تيفاي) يبيع الدواء تحت ظل شجرة يبحث عن رزقه وهو أمر مشروع (ولاتنطح فيها شه شه) مع أن هذا التصرف إنما هو عبارة عن تجارة الموت أو (التيفي بالموت) أذكر مرة أحد المرضى كان قد أجري عملية وأشتري بعض الأدوية المزيفة التي من المفروض تساعد علي تنظيف الجرح وإلتآمه والنتيجة كانت إلتهاب الجرح وتدهور الحالة، كما أن أختي الصغيرة كادت أن تموت لأن الصيدلاني (تيفاي)غير الدواء الذي في الوصفة وأعطاها دواء آخر بكل بساطة لأن الدواء الذي في الوصفة ليس لديه ويجب أن يبيع هو دوائه ولا يهمه مايحصل بعدها للمريض،
مما يساعد علي إستفحال هذه الجرائم هو عدم مبالات المريض أوعدم إنتباهه أن هذا الأمر هو جريمة يعاقب عليها القانون وأنه غش وتسبب في القتل مع أننا نعرف أننا يوميا يباع لنا دواء مزيف إبتداء من معجون الأسنان ومسكنات الألم إلي أدوية الضغط إلا اننا لم نسمع أبدا عن شكوي مقدمة من أحد المتضرين أو محاكمة لأحد هؤلاء المجرمين لأنه يجب أن نقتنع أولا بحقنا كمتضررين وبعدها نطالب به لا أن يترك كل واحد منا الأمر للدولة ويعتبره أمرا عاما لايعنيه.
ومن المخجل أيضا عدم إعتبار الذين يبيعونه الأدوية المزيفة مجرمين وتقبلهم في المجتمع بشكل عادي مع أن الأمر أشبه بإعتبارنا من أخذ سكين وقتل بها قاتلا و لانعتبرمن أعطي أحدهم سما علي شكل دواء قاتلا هو الآخر ،
ومما يزيد حدة الأمر أن بعض الأطباء يشتركون ويتعاقدون مع بعض الصيدليات لإرسال المرضي أو الزبائن كما يقولون لإمتصاص نقودهم علي حساب صحتهم وأرواحهم.
برأيك لماذا يمتهن البعض قتل الناس بهذه الطريقة مع أنه يعتبر نفسه مسلم ومنهم من هو متدين؟؟؟
لماذا المتضررين لايقدمون شكوى قانونية ضد هؤلاء؟؟؟
هل مررت بهذا الأمر أو كنت شادها عليه؟؟ ومارأيك؟؟