الجمعة، أبريل 05، 2013

عصير!...(كبتالْ) صريح!


 كبتال لا يشبه أي كبتالْ في أي دولة اخري انه كبتال وطني يقولون الحب اعمي لا يهم ولا اعرف كيف وجدت الجمال في قمة الضوضاء والارواح المتزاحمة ، لكني طالما آمنتُ بجمال الروح محاولة تقبل شكله، احب روح كبتال النابضة بالحي...اة هنا يوجد اللون واللون الآخر الموريتاني والموريتاني الاخر ،شاءت الاقدار ان امر يوميا (بكارفور كْلينيك) الي حيث امضي كأي مار من هناك، الكل باحث عن رزقه ،بطبيعتي احب الناس لكن اخشي ان الضياع في الزحام رغم ان (كلينيك ) طريقي المختصر كنت اخشاه وافضل أي طريق آخر فهو خليط من غامض كالبحر يخيف من لايعرف السباحة، هناك حيث عرق البسطاء تصميم الباعة المتجولين، تواجد البسطاء الي جانب البسطاء واللصوص بحيلهم المتجددة لم اعد اخشي الغرق هناك امر يوميا استمع الي نبض الحياة فهو: خليط من اصوات بائع اشرطة (ستندر)مفلس بسسب التقنية الحديثة، وبائع الرصيد يلح في طلبه ،ومشتري عملات هالكة ويشاركهم السنفونية بائع الملابس المستعملة . لا اخشي سوي اشباح الحافلات القديمة التي نثرت جسدها علي الطرقات منذ تاريخ لايعرفه احد ،انا اخشي ارواح تلك الحافلات فلا آمن مزاجها فلم تعد تتحكم به ولا سائقها يتحكم بها، لكن بقي قلبها يتسع للفقراء لذا اشعر بالانتماء اليها رغم اني لا اريدها ان تجرح مشاعر ولا طلاء سيارتي الصغيرة ،في طريقي ايضا امر علي مرصت كبتال حيث الفقير يتجول في الاسفل والغني يصعد الي الطابق العلوي قد لا تنتبه الي فرق في البضاغة كبير لكن الثمن مرتفع بعدد درجات السلم الذي يفصل بينهما ،شعوري في مرصة كبتال ليس حبا اكيد لكنه ليس كرها ايضا هو اشبه بشرب الماء علي رَواء لذالك لااكثر من زيارتها ولا اقطع رحمها ،فليست لي حاجة ببضاعة الصين المزورة في الاسفل وليس اهل الاعلي لهم حاجة في البسطاء امثالي. كبتال تفخر الان باتساع شوارعها مريحة تلك المساحة الواقعة في (كرفور بي امْ دي )،لكني اراها هوة اتسعت بين اهل تفرغ زينة وبسطاء كبتال لكن يعزيني انه في الخرائط ينسبون كل تلك المنطقة لعالم الاغنياء، وقد كتب علي ان اعبر ذلك البرزخ كل صباح لساعات معدودة ابقي في ارض الاغنياء وارجع الي ارضي.
عندما يشاكسني (كلينيك) بإزدحامه اختار طريق (آفاكوُ) تلك العمارة الجدة تقف دوما هناك رغم اشاعتهم انها تعاني من الم في المفاصل لكنها تكذبها فلازالت تقف تظل الكادحين تحتها وتحمل الاغنياء في جوفها ،تحكي لنا تاريخ انواكشوط من ايام ما كانت الحيوانات تتحدث حتي سكتت واستأنفت الجمادات الحديث،( افاركو) يقولون بتعجب انهم زودوها بكمرات ،بالنسبة لي امر عادي ان تلبس الجدة نظارات لتتمكن من رأية احفادها وهم يكبرون ورفقاء طفولتها يموتون كما ماتت مباني بلوكات القديمة وتتاسف علي ذكريات المضحكة فهي كانت تشاركني عندما كنت طفلة التلصص علي جلسات العشاق في ساحة ابلوكات في المساء والضحك من اصحاب السيارات التي كانت تعلق هناك في التراب الميتة المسكونة بعفاريت رملية ثقيلة الظل تحب المزاح مع كل سيارة تمر بين مباني بلوكات. والان تشاهد باندهاش تحول الساحة لمصدر ازعاج لها من مظاهرات وغاسلي السيارت وبائعي العصير، لطالما أردت تجربة ذلك العصير لكن صوت عربته المريب وتأكيدة انه برتقال صريح لم يقنعني فلا احب الصراحة في العصير فطعمها غالبا مر،آفركو قد تتلهي في النهار بالنظر الي والباحثين عن سيارة اجرة توصلهم الي نقطة بخط مستقيم والثمن تحمل حشر جسدين في مقعد واحد ومئة اوقية .وفي الليل تبقي وحيدة سعيدة بتحولها من سوق شعبي الي بنك موريتاني.

في طريق عودتي اكون متعبة مثل ساحة بلوكات التي اشعر بانها حامل فقط اخفت جنينها بصفائح (الزنك) لكني اشعر بالفضول كيف سيكون المولود الجديد؟ وكم ستطول مدة حملها؟ اتمني ان يكون جميلا يملا فراغ روح بلوكات المعذبة .لم يغريني بعد صوت بائع عصير البرتقال الصريح لذا اكتفي بعصير (كبتال) الصريح.