قصتنا مع اللغات هي قصة قديمة وهل نختار العربية أم الفرنسية لتدريس أبنائنا وكيف تكون خطاباتنا الرسمية هل عربي؟ أم فرنسي؟ وكنا علي حسب هوى المحيطين بنا ففي زمن فرنسا والإستعمار كانت الفرنسية هي الأقوى وبعدها جائت القومية العربية وتأثرنا بالمناخ العربي آن ذاك وأحاربنا الفرنسية وصارت العربية أقوى ودائما كنا نتحدث بنائا علي المحيطين بنا ومن يؤثر علينا حينها وجاء الإتحاد المغرب العربي وبدئنا نثبت عروبتنا مع أننا لسنا كلنا عرب ونشأ عن ذالك تعصب للفرنسية ظاااهريا مع أنه مثل كل الدول النامية بقيتنا في الحقيقة نتعامل بالفرنسية وتخرج جيل كبير معرب تعريبا كامل ولايعرف أبدا الفرنسية وجيل آخر مفرنس تماما ولايعرف العربية ونشأ عن ذالك قطيعة وإنفصال جزئى بين الخريجين وكل هذا ناتج عن قرار أخذ بعاطفة دون العقل ودون دراسة ومعرفت أثاره علي المجتمع؛ لونظرنا للدول المتقدمة تجد أن في المقررات الدراسية عدة لغات مختلفة وهناك إمكانية تعلم لغات أجنبية عديدة ونحن ندور وندور بكل حيرة وتخبط لنعرف أي لغة سنتكلم بها لكن هل نظرنا أن لموريتان لغة تتلكم بها جميعا ولها مفردات تجمعنا كلنا: موريتان تتكلم لغة الفقر بإمتياز تتكلم لغة الأمية وتتكلم لغة أقل دخل في الفرد في العالم تتكلم لغة غياب البنى التحتية وغياب شوارع حقيقية ومباني بأدني حد من مستوي العيش الكريم ونستوعب جميعا وجود مستوى متدني الصحة ونفهم جميعا أن آلاف الطلاب المعربين والمفرنسين صرفو أموالهم لكي يتعلموا الفرنسية والإنجليزية في المراكز والمعاهد الخاصة لأنها لغة العمل وضرورية لكي تكون طبيب أو مهندس أو محامي وتسافر للخارج وتتواصل مع العالم الآخر وكل هذا ناتج عن ضعف مستوي التعليم وعدم تلائم مخرجاته مع السوق والعالم هل موريتان تنقصها مشاكل تضيفها علي مشاكلها ولاسيما مشاكل عنصرية؟ أليست نزاعاتنا بيننا في الجهة الخطأ؟ وأن مشاكلنا هي من يجب أن نهتم بها؟ هل إذا كان الإنسان مخير في إختيار دينه وعقيدته ليس لديه الخيار في إختيار لغته وطريقة عيشه؟ لماذا لانتكلم لغتنا بإراتنا بعيد عن توجيه سياسي داخلي أو خارجي؟ لماذا العالم يتكلم كل اللغات ونحن نحارب بعضنا البعض لكي نفرض فكرنا سواء عربي أو فرنسي علي الآخر في حين نتحدث لغة التخلف جميعا.
أشعر بالأسى وأنا أرى شباب بلدي المتعلم يحول الحرم الجامعي إلي حلبة مصارعة وأسمع شعارات جارحة وتسميات جديدة وصف لا إنساني من كلا الطرفين وإتهامات تبعدنا عن مشاكلنا الحقيقية أرجوا أن نغلب صوت العقل علي صوت العواطفة هذه دعوة للعقلاء من كل الأعراق والألوان أن يكونوا محضر خيرويحافظوا علي وحدتنا الوطنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق